الإعاقـــة والطـب الشعبـي (دراسة ميدانية في مدينة بغداد)

الملخص

الطب البديل أو الطب الشعبي لا يتبع في طرائق تشخيصه للمرض أو علاجه مبادئ الطب الحديث، وهو عادة ما يأخذ المريض ككل (جسده، نفسيته، وروحه)، ومن طرقه: الطب المثيل، الطب الصيني (الوخز بالأبر)، العلاج بالايحاء، والتنويم المغناطيسي، التدليك، العلاج بالماء (حمامات متناوبة حارة وباردة، مياه معدنية)، التداوي بالاعشاب، الاغذية الطبيعية غير المطهوة، الصوم، الرياضة الطبية، اليوغا، الموسيقى، العلاج بالألوان وغيرها.

وتتباين الممارسات الشعبية باالنسبة للطب الشعبي بتباين البلدان، ففي الوقت الذي يبدو إن بعض الممارسات تعود بمنافع صحية في مجتمع ما، فإن هذه الممارسات تظل محل تساؤل في مجتمع آخر، واللافت للإنتباه في الوقت الحاضر إن الأفراد الذين يتعاطون الطب الشعبي يسلمون به ويعتقدون في جدواه أكثر من إعتقادهم في الطب الحديث، وعلى الرغم من إن للأعشاب والنباتات تأثير على عمل أجهزة جسم الإنسان المختلفة إلا أنه يحقق في كثير من الأحيان الغرض من استخدامه وذلك لا يرجع لنوع الاعشاب والنباتات المستخدمة بل هو راجع لاعياء المعالج للمرضى، إلى جانب الاعتقاد في الشفاء والاستعداد المسبق له. ولأهمية هذا الموضوع والذي أصبح مجال إهتمام الكثيرين من شرائح المجتمع كان لابد لنا ان نسلط الضوء على هكذا مواضيع للتعرف على المدى الذي أثرت فيه الثقافة الشعبية المتعلقة بالطب الشعبي وإنعكاسه على ذوي الإعاقة بما في ذلك من تداعيات على حياتهم العامة والخاصة على حد سواء، لذا هدفت دراستنا إلى تحديد العوامل الاجتماعية والنفسية التي أدت إلى اللجوء للطب الشعبي والكشف عن العلاقة بين المعتقدات الشعبية السائدة في المجتمع وبين اللجوء إلى استخدام الطب الشعبي، فتضمنت الدراسة جانبين نظري وميداني، واحتوى الجانب النظري على عدة محاور شمل الإطار العام للدراسة أي تحديد مشكلة وأهمية وهدف الدراسة، وتعريف أهم المصطلحات العلمية، وكذلك تضمن محور عن المعتقدات الشعبية السائدة حول المعاقين ومحور أخر عن العوامل المؤثرة على الاختيار العلاجي بين الطب الحديث والطب التقليدي، في حين أحتوى الجانب الميداني على الإجراءات العلمية لمنهجية الدراسة، وقد تم تحديد العينة (نوعها وحجمها) وهي عينة قصدية وعشوائية بالوقت نفسه، وأجريت على (50) مبحوث وتضمن الجانب الميداني كذلك عرض البيانات وتحليلها وأهم النتائج التي تم التوصل إليها وأهم التوصيات التي وضعتها الباحثة والتي من شأنها ان تسهم في الحد من هذه الظاهرة، ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة هي: هناك علاقة بين المعتقدات السائدة في المجتمع وبين لجوء المعاقين إلى استخدام الطب الشعبي كبديل للطب الحديث.

الكلمات المفتاحية: الاعاقة ، الطب الشعبي

The Relation of the Utilitarian Thinking to the Social Confrontation of Middle School Teachers

ABSTRACT

      The current research aims at identifying the utilitarian thinking and its relationship to the social confrontation among middle school teachers. To achieve the goals of this research, the researcher adopted the utilitarian thinking test and social confrontation. The researcher obtains their verification and stability, and then they were applied to a sample consisting of (60) male and female teachers chosen from the Baghdad Directorate of Education, the Second Rusafa Education area randomly. Analyzing and statistically processing the data results have shown that middle school teachers are characterized by utilitarian thinking; have the ability to conf…

المقدمـة:

يحتل اليوم التداوي بالغذاء والنباتات مكانة كبيرة عند الناس والمختصين في ظل التداوي بالأدوية والعقاقير، ولاشك إن التقدم الطبي في هذا المجال أعطى الأمل لكثير من المرضى للخلاص من امراضهم واسقامهم وهذا من نِعم الله تعالى ورحمته، ومع هذا التقدم العلمي في مجال صناعة الأدوية والعقاقير يتزايد الاهتمام يوماً بعد يوم بالطب الشعبي الذي يعتمد في غالبيته على الغذاء والنباتات وغيرها من المواد الطبيعية وذلك بالرجوع إلى ما كتبه اطباء العرب والمسلمون وغيرهم، فالطب الشعبي عادةً ما يأخذ المريض ككل (جسده، نفسيته، وروحه)، لذا فالممارسات العلاجية الشعبية تضرب بجذورها أعماق التاريخ البشري، وهي ظاهرة اجتماعية تستدعي الوقوف على أسبابها وحيثياتها، ولاسيما بعد ان شهدت هذه الممارسات اقبالاً شديداً من قبل الكثير من الناس في الاوساط الحضرية والريفية على حدٍ سواء، ومن قبل الكثير من شرائح المجتمع بمختلف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وخصوصاً شريحة المعاقين، ولاشك إن ذلك يعود إلى طبيعة التنشئة الاجتماعية، والنجاحات الكبيرة التي حققها هذا النوع من الممارسات الشعبية، لذا اصبح العلاج بالطب الشعبي أحد التوجهات العالمية الحالية للتخلص من الآثار والاخطار التي يسببها العلاج الكيميائي ولعل ذلك ما يفسر عودة الكثير من الناس إلى هذا النوع من الطب بشكل ملفت للنظر، ومن هنا تتضح اهمية ميدان الطب الشعبي في البناء الاجتماعي، الامر الذي دعا بعض العلماء في مجال الاجتماع والانثروبولوجيا إلى الدراسة والبحث فيه بوصفه عنصراً لا يتجزأ من ثقافة المجتمع.