تأثير الشركات متعددة الجنسية على الاقتصادات الزراعية للبلدان النامية

الملخص

اضحت الشركات المتعددة الجنسية منذ اواخر القرن الماضي ذات اهمية عظمى على الصعيد الدولي , اذ تنامت قدرتها الاقتصادية و المادية وامكانياتها  التكنولوجية والعلمية و اللوجستية ,مما انعكس في صورة التطور الكبير لنشاطها الاقتصادي و تزايد اذرعها في الساحة الدولية على مختلف المستويات والانشطة الانتاجية الزراعية والصناعية والتجارة الدولية مما ادى الى تعاظم دورها ونفوذها على الصعيد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الدولي واثار ذلك الدور المباشرة وغير المباشرة على دول العالم ولا سيما الدول النامية في مختلف المجالات ومنها المجال الزراعي الذي يشكل القطاع الاهم في عموم البلدان النامية , اذ تركز معظم هذه البلدان نشاطها في قطاع انتاج الغذاء لأهميته الاستراتيجية في امنها الغذائي وتحقيق تنميتها الاقتصادية الشاملة ومنها التنمية الزراعية ولامتلاك هذه البلدان المزايا النسبية الانتاجية والتجارية في نشاطها الزراعي .

ولقد توصل البحث الى ان للشركات المتعددة الجنسية اثار كبيرة على الاقتصادات الزراعية للبلدان النامية ولعل اكثرها سلبية على هياكلها الانتاجية ومواردها الزراعية مما اضرت كثيرا بقطاعاتها الزراعية التي تعاني بالأساس من صعوبة استغلال مواردها وامكانياتها الزراعية استغلالا امثل لأسباب عديدة منها تخلف الوسائل والاساليب المتبعة في النشاط الزراعي ولضعف المقومات المادية والمالية والفنية للمنتجين الزراعيين فيها وغيرها , مما اضر ذلك كثيرا بالقطاعات الزراعية لتلك البلدان وادى الى تراجع كبير في انتاجها الزراعي الذي هو بالأساس ينمو بمعدل اقل من نمو السكان في البلدان النامية , مما اثر ذلك سلبا على امنها الغذائي وبالتالي اصبحت البلدان النامية بفعل التأثيرات السلبية للشركات متعددة الجنسية تواجه الكثير من المشاكل والتحديات اهمها في مجال تحقيق تنميتها الاقتصادية والزراعية واستقرارها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي .