شعر يحيى الغزال بين المثالية والواقعية

الملخص

يُعَّدُ شعرُ يحيى بن الغزال ظاهرةً شعرية متميزة في الشعر الأندلسي خلال حقبة صراع الإمارة ، فمثَّل الاتجاه المحدث في هذا العصر عبر تنويعه في المواضيع والأساليب التي وظفها في شعره ، فجاء نتاجه الشعري عصارة لما يقارب القرن  من الزمن جسّد فيه فكره ورؤيته الخاصة للحياة الاجتماعية ، وبهذا استطاع بما يملكه من خبرة وبراعة وفطنة وانطلاقاً من مرجعياته الفكرية والمعرفية أن ينهج طريقاً خاصاً تميز به عن أقرانه ومعاصريه مما دفعني الى المغامرة في التأويل والتحليل، فقد كان شاعراً متمكناً من لغة الشعر ولسان العرب، وتسلط هذه الورقة الضوء ليس فقط على براعة يحيى الغزال في الدبلوماسية لتحقيق مقاصد الأمير عبد الرحمن الثاني وايضاً على ما يملكه يحيى الغزال من حلاوة اللسان وذكاء العبارة ورشاقتها ودقة معانيها لتحقيق مآربه؛ فالتعبير عن الحياة المثالية والواقعية لدى الشاعر في القصائد لا يمنع الشاعر من الحديث عن كل ما هو غريب من تصور الأنسان للتعقيد المادي للحياة مع الإكثار من مخاطبة العقل وتحكيم المنطق عند تقديمه للحلول الاجتماعية في قصائده المختلفة .